اليتم ..

اليتم ...
أكتر حاجة بتحسس الإنسان بالنقص
لما الأب بيموت , حياة الإبن/ الإبنة بتتقلب كل موازينها
بيكتشف إنه مش الشخص اللى فاكر نفسه هو طول عمره
بيكتشف إنه مش بالقوة والصلابة اللى كان فاكرها .. هو كان بيستمد القوة دى من وجود والده
يمكن بيكتشف لأول مرة الخوف من كل شىء وأى شىء .. خايف من حاجات أصلا عمره مافكّر فيها ,, الأمان اللى كان فى حياته راح !

فعلا فقدان الأب بيعيد تشكيل شخصية الأبناء كاملة , بيغير كل حاجة فيهم
إما بيزيدوا صلابة أو بيزيدوا هشاشة

يمكن الولاد بيميلوا ناحية الصلابة أكتر .. ويمكن بيكبروا قبل أوانهم بس الموقف عاوز كدا
هو لازم يحل محل أبوه , لازم يتحمل مسئولية نفسه وأمه وأخواته
يمكن بيكون هو البديل فعلا لكل شىء بيمثله الأب لولاده .. ماعدا لنفسه
لأنه بقا الكبير .. الكل مستنى منه التعويض عن اللى فقدوه , إنما هو راح اللى كان بيعوّضه

البنات يمكن بتميل للهشاشة بحكم الخوف
الخوف من كل شىء وأقل شىء
الخوف لأنها حاسة دايما إن اللى كان حاميها من الدنيا كلها راح .. وبالتالى كل شىء محسوب عليها وضدها
الخوف لأن أى حد (حتى وإن كان قريب ) هيدّخل فى حياتها بحكم الخوف عليها وإن مالهاش حد !
حتى لو كانت قوية .. عمر القوة دى ماهتبدد الخوف
الخوف الملازم للحزن دايماً .. لأن الفرحة دايماً ناقصة , والحزن فى أى موقف كبير
لأن أى موقف هيبقى تذكرة إنها يتيمة


اليتم إحساس صعب جدااااااااا , لايمكن يحس بيه زى صاحبه
ويمكن ناس كتير بتلوم اليتيم لو ماسمعش للكبار وخد رأيهم .. بس ماحدش بيحس بيه
ماحدش بيحس إنه بالنسبة لنفسه هو الكبير ودى حاجة راعباه مش فرحان بيها يعنى
كل الناس بعد أبوه بيقولوا رأي استشارى (من ع البر ) رأى حتى لو غلط فهو مش هيضرهم ومش هيحسوا بمرارته معاه لو كان غلط
كل الناس مهما كان قربهم .. مش أبوه وبالتالى الثقة فى رأيهم مش مطلق وعمره ماهيقرب للمطلق مهما حصل (ودى حاجة تانية برده مش مفرحاهم )
إحساسه إن ماحدش هيحّس بيه مهما إتألم , وماحدش هيشيل معاه لو غلط ..إحساس مفروض  عليه بعد موت أبوه ولا يمكن هيتبدد
وبرده غصب عنه !

اليتيم وبالخصوص اليتيمة مش محتاجة لوم كل شوية حتى لو قرارتها غلط
محتاجة حد يطمنها , يحسسها إن مش هيحصل حاجة حتى لو غلطت , يحسسها إن حد لسة معاها وهيقف جنبها مهما حصل


ربنا يرزق كل بنت فقدت أمانها بزوج صالح يعوّضها عن والدها ومايحسسهاش دايماً إنها يتيمة !
ربنا يرزقكم الفرحة