سأشطر الرواية نصفين حتى لا يجور نصف على الآخر فى النقد , وسيكون محور الرواية هو الفاصل بين النصفين
النصف الأول يحمل الكثير من المآخذ على الكاتبة ..
- لاحظت أن نور متحررة بعض الشىء فى العلاقات بين شخصيات رواياتها , بالتأكيد لاتصل إلى التحرر الكامل كما يفعل بعض الكتاب الآخرين ولكن هذا التحرر ينقل لنا صورة هى بعيدة عنا , بعيدة عن الطبقات اللى اتخذتها محور روايتها ..
هذا التحرر يظهر بشدة من خلال القبلات التى تتناثر فى رواياتها بلا حسيب ولا رقيب وكأنها تحية صباح أو مساء ,, وكأنها شىء عادى فى المتجتمع نمارسه بمختلف ثقافتنا , وكأنه لأ يعد خطأ أو ضد القيم والقواعد والأخلاق !
فسواء هنا مع سليم الصعيدى , أمينة ولبنى بين الطبقة الراقية والمتوسطة , ومن قبل مع فتاة صفط اللبن فى رواية أحلام ممنوعة .. وغيرها
القبلات بهذا الشكل ليست منا ,, ولا يصح بأى حال من الأحوال أن تدمج فى كل الروايات بهذا الشكل البسيط وكأننا صرنا جزءاً من هووليود
من الأشياء الغير مقبولة أيضاً فى هذه الرواية ..
هذا التحرر الظاهر على أمينة ,, فى موقفها مع سليم عندما صعد إليها منزلها أو عندما عادا من العشاء ورآهما خالها فعوضاً عن أن تخجل قالت له أنها من حضنته لأنه مازال يستحى !
وبالمثل .. قبول سليم (الصعيدى ) بكثير من تصرفات أمينة
فإضافة الى السابق تحررها على سبيل المثال فى ملابسها .. بالتأكيد لا أقصد أن يفرض عليها ملابسها أو تقاليده وعادته مادام اختارها بإرادته
وإنما كان يجب أن يلتزما ولو بقليل بـ قواعد الاحتشام حتى ولو لم يطلب منها ذلك , كان يجب أن تراعى ذلك مادام قبلت به شريكاً لها .. ظهر ذلك جلياً عندما تفحصّتها لبنى فى التلفاز ورأت ساقيها مما يعنى أنها ترتدى القصير بشكل طبيعى وجاء رد الفعل طبيعى !! فى الصعيد وفى مجتمعاتنا المصرية هذا ليس طبيعى على الاطلاق !
************
سأنجز المآخذ تباعاً أولا ثم أنتقل لشىء آخر
الغير منطقى أيضا : هذه الصدفة التى لا تحدث أعتقد ولو واحد فى المليون
أن تكون من جرحت مديحة ثم ابنتها نفس العائلة وتقريبا بنفس الشكل
ولنكمل هذا الجزء إذن ..
غير مقبول أيضاً أن تعود هذه الهالة بعد هذه السنين وتفعل مافعلت بكل هذا الفرحة والتحرر أيضاً وعدم الآخذ فى الحسبان سنها أو وضعها ! ,
(( دى جاية من الصعيد مش من نيويورك !! ))
الطريقة التى اكتشفت بها أمينة الحقيقة سطحية جدا
كنت أتمنى أن يكون لها معالجة مختلفة وشكل آخر .. شىء يليق بالصدمة خصوصاً أنها جازفت بهذه الصدفة الأقل من 1 فى المليون فكنت أنتظر أن تستغلها أفضل من ذلك وكان بيدها أن تفعل
أعتقد أن هذا كل مارفضته من الرواية وهو للكاتبة إن كانت تقرأ التعليقات
وفى التالى نقد للرواية التى أعجبتنى :)
___________________
الرواية منذ معرفة أمينة الحقيقة إلى نهايتها .. هذه هى الرواية التى أتحدث عنها , فقد إنتقلت بى من عالم النقد لكل ماهو سابق وعدم تقبله وعدم الأريحية فى قراءته إلى التحليق بعيداً عن كل شىء والتفكير فى هذه الداهية التى تسمى (نور عبد المجيد )
لم تكن تجربتى الأولى مع نور بدأتها برغم الفراق وكانت لوقت قريب أفضل ماكتبت نور فبعدها قرأت أنا الخائن وأحلام ممنوعة ولكن لم ترتقى أى منهن لرغم الفراق حتى ظننت أنها ستظل الأفضل بين أعمالها .. لتأتى هذه الرواية وتطيح برغم الفراق فى آخر ثلث لها
مجموعة من المتناقضات اجتاحتنى وأنا أرى مصرع الجميع ولا أجد لأحد مخرجاً
بارعة هى نور فى إحكام الدائرة حول شخصياتها وتشابك أخطاءهم وظلمهم جميعاً بحيث لا تدرى من تحمّله النتيجة ! كيف تخرج بهم مما وضعتهم فيه نور بسلام !! ولكن بلا نتيجة .. تظل النهاية واجبة والدعوة إلى النسيان اقتراح من لن يتعرض أو يقدر الموقف
هذه الأمينة التى أحبت بصدق .. حتى تناست تعليمها وثقافتها وكانت تتمنى لو تقتل نفسها لتحقق لحبيبها حلمه أو لدقّة أكبر حلم والدته الذى ورثه إكراهاً وليس إختياراً ,, هذه الغاية التى جعلتها تقرر لنفسها ماذا ستنجب ليكون الأول ذكراً لحبيبها ويكون التانى ذكراً أيضا لحلم عائلتها ثم الأخيرة يمكن أن تكون أنثى مثل والدتها ! لم تتمنى ذلك وتدعو الله به .. وإنما قررت وعاشت على هذا القرار وكأنه بيدها أو بيد حبيبها .. ليعاقبهما الله عقاباً يسيراً بمنحهم الإناث ,, ولو يعلموا لأعتبروه تكريم وتجاوز من الله عن تبجّحهم هذا
فكان يمكن ألا يمنعهم الأطفال .. أن تصبح لوعتهم أكبر لعدم إنجابهم على الإطلاق !
كرهت وليدتها قبل أن تراها , تكرهها وتتمنى لو تتخلص منها .. لاتريدها أنثى وإن كانت فلاتريدها على الإطلاق ولكن الله لم يعاقبها على ذلك بحرمانها منها , ورغم أنها أحست بما تحمله لها من حب عندما حملتها إلا أنها ظلمتها ثانيةً جرياُ وراء تحقيق الحلم والحمل ثانيةً بالذكر .. وللمرة الثانية يتكرر كل شىء بداية من التبجح ثم الكره لوليدتها !! حتى يحرمها الله من الانجاب وإلا قتلت نفسها
هذا ماجناه الحب على أمينة .. تناست - وهى التى لم تنشأ على معتقدات الصعيد كزوجها أو أمه - كل شىء وتمنّت الذكر ,, شأنها كشأن مجتمعها الشرقى الجاهل والجاحد والكافر أحياناً بنعمة ربه وتكريمه عندما يمنحهم الإناث
فى مجتمعنا .. الذكر ولو جاحداً , سيئاً , أو ليكن مايكون ولا الأنثى ... يصرخ كل مافينا ((مازلنا نحيا عصور الجاهلية )) " وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسوداً وهو كظيم "
حتى من لا يغضب لذلك مدّعين تحضرهم .. جزء كبير منهم يبررون ولا يفرحون , يصبرون على ذلك وكأن أصابتهم مصيبة أو ابتلاهم المرض ينتظرون الآخرة ليعوضهم الله عن هذا البلاء !!!
يامنة وإلى حد ما سليم صنعت منهم بيئتهم هذا ,, ولكن أمينة وعائلتها لما يحلمون نفس الحلم !!!
وماهذا الغرض الواهى الذين يطلبون من أجله الذكر ويقتلون أنفسهم من أجله ؟؟ لتكريم من مات يموت من يحيا !!
ما الذى سيفيد الجد الراحل أو الأب الراحل لو تسمى كل الأحفاد على اسمه !! ما الذى سيىفيده إذا كان بدل تكريمه دنّس إسمه وسمعته بأفعال طائشة .. أم إنهم يضمنون كل شىء الذكر وصلاحه أيضاً !!
لما يحملهم العائلتين أحلام ليست لهم من الأساس ؟ سليم يحيا لتحقيق حلم أمه وأمينة تحيا لتحقيق حلم أمها وخالها !!
لم يقتلهم حلمهم وإنما قتلهم حلم آباءهم وأمهاتهم !! ليقتلوا هم بعد ذلك حلم أطفالهم عندما يفيقوا فيكتشفوا إنهم ماحلموا بعد لأنفسهم فالمخرج سيكون الأبناء وهكذا تدور الدائرة ..
*************
كل من فى الرواية معقد وعقدته تطارده طوال حياته
# أمينة معقدة مما حدث مع والدتها .. فجاءت ردة فعلها عنيفة وإن كانت تنتقم من الرجال جميعهم فى شخص سليم , سليم حبيبها وزوجها وحلمها , من كانت تتمنى لو تقتل نفسها إرضاءاً له فقط حتى لا يتألم أو يبكى ,
سليم الذى تسمح ذكرياتها وأيامها معه بالعفو .. بالتفكير .. بإعطاءه الفرصة للتبرير على الأقل والدفاع عن نفسه
ولكنها عندما جرحت لم تتذكر شىء وجاشت روحها بعقدتها الأبدية وقررت أن تنتقم , لها ولأمها ولأبناءها حتى لا تتحول إلى مديحة جديدة أو تتحمل بناتها عقدتها من جديد .. ولكنها قتلتهم , قتلت بناتها وبيتها وزوجها وحبيبها وقتلت فى البداية نفسها
# سليم : عقدته هى أمه من ناحية ونشأته الصعيدية من ناحية ,, التى تتحرر من كل شىء وتتطوّر إلا فكرة إنجاب الذكور
سليم القاضى لا حول له ولا قوة فى مواجعة أمه .. يامنة الصعيدية التى هى أشد من الرجال , التى زادت قسوتها وحدتها بموت زوجها والحلم الذى يمكن أن تضحى بإبنها إن لم يخضع له
يامنة التى لايمكن إقناعها بأن الحب عوضاً عن الذكر ! أو أن الإناث ولو بلغوا المائة قد تساوى الذكر ,, يامنة لن تقتنع ولا أتخيل أن أى يامنة مكانها كانت ستقتنع , يامنة الصعيدية القوية القاسية لا يمكن أن تقتنع بعكس المنطق الذى عاشت دهراً تخطط له وتحلم به , لن تقتنع بأى مبدأ أو منطق إلا إن وحيدها لابد أن ينجب ذكر .. لابد أن ينجب عبد المجيد
ولِمَ نطلب من يامنة أن تقتنع وأمينة المتعلمة المثقفة التى لم تنشأ فى هذا المجتمع هامت على وجهها وكرهت بناتها من أجل الذكر !
لم أسخط على يامنة أو أكرهها كما فعل الكثيرين وإنما شفقت عليها ومن أجلها , فقد جُبلت على ذلك
#نهى : عقدة من منظور آخر , عقدة أنبتتها فيها والدتها بدون قصد ربما ولكنها عقدة لاتغتفر
لبنى التى رغم تعليمها أو وضعها الإجتماعى ومنصبها تنظر لكل شىء يحدث لها وتفسره على حسب قلة نصيبها من الجمال , بل إنها تعتقد أنها دميمة بالفعل - بشعة -
تسأل نفسها ألف ألف سؤال قبل كل شىء هل له علاقة بدمامتها ! هى متيقنة من الإجابة قبل السؤال بالتأكيد له علاقة
فأختها تزوجت قبلها لأنها جميلة , والعملاء يرتاحون فى تعاملهم مع أمينة لأنها جميلة , أهلها يعاملونها بجفاء لأنها ليست جميلة , حتى عندما أحبها خالد ترددت ألف مرة وتشككت فيه لأنه لا يمكن أن يحب هذه الدميمة !!
بل إنها عللت موقف أمينة مع زوجها على أن ذلك بحكم جمالها .. فيحق لها أن تفعل ماشاءت !!
عقدة زرعتها أمها ولم تستطع كلمات أمينة أو خالد أو حتى طبيب التجميل من حلها أو إزاحتها من طريقها
وكيف هذا وقد عاشت مع أمها ثلاثون عاماً ترعى لها هذه العقدة وتتأكد من نموها
#خالد : عقدة الخيانة أو عدم فهم المرأة .. خيانة زوجته أبعدته عن فكرة الزواج خصوصاً أنه كان يحبها وتحبه ولا ينقصهم شىء .. فلماذا تخونه !! وعندما أعُجب ببنت بعد هذه السنوات لعبت العقدة لعبتها بشكل ما فهو اختارها لأنها جالسة هادئة لا تصرخ بجمالها هنا وهناك .. بمعنى أن قلة جمالها كان سبب إلى حد ما كما تشككت لبنى .. ولكنه غير معترف بذلك وهذا هو الأهم , لم يختارها لأنها دميمة كما تعتقد فلماذا ترفضه إن كانت تحبه هى الأخرى وتشكك فيه وتشعره بأنه ليس الشخص الذى لن يخان إلا لو كان مع إمرأة لن ينظر إليها أحد !! ولماذا تحب أمينة سليم كل هذا الحب وتريد أن تدمّره بهذا الشكل !! .. عقدة خالد هذه الوحيدة التى اسلم بها وبعدم وجود حل لها .. المرأة لاتفهم كثيييير مما تفعله المرأة وتريد تفسير ومعايشة لتقدّر أفعالها ,, فمابال الرجال !
# شهد ونور وعبد المجيد الطفل : ضحية عقدة جديدة سينشأون عليها ..
عبد المجيد سيكره أختيه ومن الممكن أن يكره أبيه لأنه ظلم أمه (لبنى ) حتى وإن كانت هى نفسها لا تعترف بذلك ,, وأختيه سيكرهانه لأنه السبب فى دمار أسرتهم , وستكبر الفتاتين وهما يكرهان جنسهما أيضاً لأنهم السبب فى التفريق بين أمهما وأبيهما العاشقين , سيتربى كل منهم يحمل عقدة حمّلها لهم أجدادهم
#لبنى : هى الضحية الوحيدة التى لم أصل لعقدتها لتقبل بمثل هذا الوضع .. أكثر من أحزنتنى فى الرواية ,, أكثر من أحسست بقهرها وذلها حين قالت عن سليم لا يقترب منى إلا إذا طلبت !!
لماذا تقبل كل هذا الذل ؟؟ أعتقد إنها على قدر من التعليم فلاشىء يشير على أنها من جاهلة أو ممن يولدون ليتزوجوا وفقط
فلماذا تقبل بكل هذا !! أحببته حقاً ؟؟ متى وكيف ؟؟ أم يمكن أحبت الهالة التى تحيط به من اسم عائلة ومنصب ومكانة لايتمتع بها أحد شبان نجعهم .. فارسها لأنه أفضلهم وفقط على ما أعتقد ,, ولكن أيبلغ هذا الحب درجة أن تقبل أن تصبح هامش ليس إلا ! أن تحيا تحت اسمه وفقط حتى وإن طلقها !
*************
آخر نقطة فى التقييم الذى طال أكثر مما يجب بدون قصد :)
أولاً : رد فعل أمينة عنيف جداااا , أحزننى جدااا , أحسست أن سليم هو ضحيتهم جميعاً لأنه تعذب فى اختياره هذا كل يوم وهى تعلم وإن كانت حينها لم تدرى لماذا .. ومع ذلك حكموا كلهم وقرروا ونفذوا دون أن يعطوه الفرصة فى الكلام أو التبرير او الاختيار
ومع ذلك أعجبت به .. فبعيداً عن سليم الذى لا يستحق أياً من هذا
ألا يحق لها أن تصرخ ؟؟ أيجب عليها أن تخضع للأمر الواقع وتستكين وتقبل .. وانتهى !
ألأنها تحبه وتعشقه .. يحق له أن يفعل مايحلو له وهى ستسامح ؟؟ لماذا لم يفكر فيها حين قبل حكم امه ؟ لماذا لم يخبرها ! لماذا لم يقدّر حينها إنها بالتأكيد ستكتشف الحقيقة ذات يوم ويفكر فى النتيجة ؟؟ ألهذه الدرجة يثق أنها لن تثور ؟ لن تغضب ؟ لن يمكن أن يصل تفكيرها أن تزيقه مرارتها بنفس المقدار بل أسوأ ؟؟؟؟
أعجبنى رد فعلها لأنها علمت كيف تزيقه تحديداً بما تشعر به النساء فى هذا الموقف .. نعم أعجبنى ليس بإمكانها أن تتزوج مثله واذا تطلقت كحل بديل لن تذيقه أيضا ما أحست به ,, هذه الطريقة الوحيدة لتذيقه مرارتها , وتذيق امه من نفس الكأس لعلها تفهم , لعل المجتمع بأكمله يفهم
أعجبنى لأنها رواية ربما .. وأنهم لم يدّمروا حقيقةً
ولكن أتمنى أن يذوق كل ظالم ظلمه , كل رجل يظلم امرأة بجهل أو بإنقياد أعمى يجب أن يتذوق هو أيضاً .. وإلا فكيف سيتغير الحال ؟
الحب ليس مبرر بأن تُلقى كل فاجعة على عنق إمرأة وعليها أن تتحمل , أن تتحملها وحدها ولايجب عليها حتى أن تصرخ لأن ذلك ضد العرف والتقاليد
فليذهب الجميع إلى الجحيم .. فهم من بدأوا .. فهو من هدم بيته وأسرته بيده , تصرفها مجرد رد فعل
فلماذا نحمّل ردة الفعل نتيجة الفعل الأساسى ؟لماذا !!
ثانيهم : اسم الرواية بعدما أدركت معناها والذى لم أتخيله فى البداية بالطبع .. أحببته جدا جدا , بل إنه رائع وموفق جدا
ثالثهم : أحببت نهايتها .. حزينة كعادة نور ولكنها مناسبة ,, كنت سأحزن كثيرا إذا أنهتما بتسامح لا يليق بهذه العاصفة ,,
ولكن نهاية لبنى كان يجب أن تكون أضخم من ذلك , أجرأ أو أعنف من ذلك ولو تعبيرياً ,, وإلى حد ما نهاية خالد ونهى .. غريبة بالنسبة لى لم أكرهها ولم أحبها .. فقط غريبة
الختام : ستحتل هذه الرواية المرتبة الأولى من بين أعمال نور ثم برغم الفراق .. إلى أن يجد جديد :)